||

أسطورة أسقاط الشموس التسعة

مازلنا في حديثنا عن الأساطير الصينية والتي ربما تتساوى مكانتها عند الصينين بما كانت لها من مكانة للأساطير المصرية القديمة عند الفراعنة، واليوم نتعرف على أسطورة صينية جديدة وبطل أسطوري جديد لعب دورًا هامًا في تطويع الطبيعة كي نحياها، كما هي الأن فهيا بنا نتعرف عليه.

تقول الأسطورة أنه في قديم الزمان إبان حكم الأمبراطور ياو (أحد الأباطرة الأسطوريين في الثقافة الصينية) كان هناك عشر شموس تشرق على الأرض كل يوم. في بداية الأمر كانت تشرق كل منهما منفردة، ولكن سرعان ما أصبحوا جميعًا يشرقون معًا في نفس ذات الوقت. وكان نتاجًا طبيعًا لذلك أن أرتفعت درجة حرارة الأرض وأحترقت المحاصيل وعمت مجاعة عارمة على كل وجه الأرض، مما أدى لإنتشار الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة الجائعة تفترس كل ما تقابله من حيوانات وبشر. وهكذا أصبحت حياة البشر على الأرض مهدده بالفناء بسبب الجوع وأرتفاع الحرارة من ناحية وإنعدام الأمن من الحيوانات المفترسة من ناحية أخرى.

هنا طلب الأمبراطور ياو من أحد الأبطال الأسطوريين ويدعى خو يي (صاحب القوس السحري) أن يذهب لينقذ البشر ويحل الموقف، وسرعان ما وصل خو يي للمناطق المنكوبة وبدأ في قتل الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة. ثم بعد ذلك أخرج قوسة السحري وبدأ في التصويب نحو الشموس مما جعل يسقطها واحدة تلو الأخرى.

وقد نجح خو يي في إسقاط تسع شموس فبدأ الطقس يتلطف على الأرض مرة أخرى وفرحت البشرية بذلك كثيرًا، وهنا تنبة الأمبراطور ياو لأهمية وجود الشمس على الأرض وأنه ليس من الحكمة إسقاطهم جميعًا، فقام على الفور بإرسال شخص لأخذ أخر سهم في جعبه خو يي (ولا نعرف لماذا لم يأمره بنفسه بأن يتوقف عن إقتناص الشمس الأخيرة)، المهم نجح ذلك الشخص في أخذ أخر سهم في جعبه خو يي مما أضطر خو يي للتوقف عن القنص، وبذلك تبقت شمس واحدة تلك التي تشرق علينا كل صباح.
توضح لنا الأسطورة صراع الإنسان مع الطبيعة من أجل تطويعها لخدمته ذلك الصراع الذي بدأ منذ قديم الأزل.



تنوية: إن هدف الكاتب من سرد مثل تلك الأساطير هو التعمق في معرفة الشخصية الصينية وثقافتها وطريقة تفكيرها ونظرتها للأشياء وأنه لا يهدف من قريب أو بعيد إضعاف إيمان أحدًا من القراء حيث أن الكاتب ممن يدينون بالإسلام وذلك تجنبًا للخلط بين الأمور.

عن الكاتب: Amr

----"مدون مهتم بكل أبعاد التجربة الصينية، حاصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 2008، ثم الماجستير من جامعة لانجو الصينية في عام 2012."
    Blogger Comment
    Facebook Comment