||

الشاعر تشو يوان

من المعروف أن الفنون والثقافة هو المعيار الذي على أساسه تقاس حضارات الشعوب. وينطبق ذلك على الحضارة الصينية دون إستثناء، فبما أن العالم عد الصين أحد أعظم الحضارات الأربع في العالم القديم، فذلك إن دل فإنه يدل على مدى التقدم الحضاري الذي وصلت إليه الصين القديمة في مختلف المجالات. واليوم نلقي الضوء على أحد شعراء الصين القديمة بل أنه يعد الأقدم على الأطلق في التاريخ الصيني، وأول من كتب شعرًا في حب الوطن،أنه الشاعر تشو يوان. فدعونا نتعرف على تلك الشخصية ومدى تأثيرها في المجتمع الصيني.

عاش تشو يوان في عصر الممالك المتحاربة، أنه العصر الذي أنقسمت فيه الصين إلى سبع ممالك تسعى كل منهما للقضاء على الأخريات والسيطرة عليهم، وهو أيضًا ذلك العصر الذي سبق توحيد الصين لأول مرة في التاريخ على يد الأمبراطور تشين شي خوانغ.

تشو يوان (340-278 ق.م) ولد لأسرة أرستقراطية في مملكة تشو (أحد أقوي الممالك السبع في ذلك الوقت)، تربى وترعرع في رعاية القصر الملكي، وقد حاذ على ثقة الملك مما جعله يشغل العديد من المناصب الهامة والحساسة في المملكة. وقد أعتاد الملك على مناقشة تشو يوان في الأمور الهامة والمتعلقة بالمملكة. ويذكر أن لتشو يان راي سياسي ربما لو تم تنفيذة لتغير جزء كبير ومهم في تاريخ الصين، لقد كان يدعوا دائمًا للتحالف مع مملكة تشي للقضاء على مملكة تشين ثم توحيد كامل تراب الصين.


ونظرًا لوشايات بعض الخونة المقربين للملك، لم تجد أفكار تشو يوان مكانًا في القصر الملكي، بل أن تشو يوان نفسه لم يعد له مكانًا في القصر حيث أن تلك الوشايات جعلت الملك يغضب عليه ويقوم بنفيه خارج العاصمة.
وقد أستطاع الخونة إقناع الملك بالتحالف مع مملكة تشين التي كانت هي نفسها من أشترت هؤلاء الخونة لكي يقنعوا الملك بالتحالف مع مملكة تشين تلك المملكة التي كانت تري في مملكة تشو العقبة الوحيدة أما السيطرة على كامل التراب الصيني، والتي كانت لا تتواني عن أستخدام كافة الألاعيب من أجل الوصول لذلك الهدف.
في النهاية مات ملك تشو في محبسه في مملكة تشين التي كان قد تحالف معها ووثق بها. وفي عام 278 ق.م دخلت جيوش مملكة تشين عاصمة مملكة تشو وسيطروا عليها وبذلك تحطمت كل أحلام تشو يوان في توحيد البلاد.
وفي المنفى كان تشو يوان يتابع أحداث بلاده التي تتدهور من سيء لأسوء، فغمه الحزن على ضياع بلاد وعجزة عن تقديم يد العون لها، فقرر الإنتحار بإلقاء نفسة في نهر مي لو جيانغ.
أما عن أعمالة الأدبية فهناك (الأغاني التسع)، (مناجاة السماء) وقصيدته الشهيرة (لي ساو) والتي تعني أحزان الرحيل والتي تعد بحق أشهر أعماله.
(لي ساو) أو أحزان الرحيل هي أشهر قصائد كتبها تشو يوان، كتبها وهو في المنفى، وهي تعد أطول القصائد الرومانسية الحماسية في شعر الصين القديمة. يبدأ الشاعر القصيدة بوصف نشأته وحياته، ثم بعد ذلك يتحدث عن تطلعاته السياسية وما واجه من معوقات تعرض سبيل تحقيقها، بعد تلك الإنتكاسة يتحدث عن عدم إنكسار همته وسعيه لتدريب وتثقيف أهل بلادة، ثم عبر عن إستيائه من مجون الحكام وإنشغالهم بالملذات دون الإهتمام بشوؤن البلاد. وفي النهاية عبر عن الحزن على بلاده وحنينه وإشتياقه لها.
وبذلك قد نكون ألقينا بعض من الضوء على حياه أحد أشهر شعراء الصين القديمة. وبالطبع فاللحديث بقيه نتحدث فيها عن تأثير تشو يوان على المجتمع الصيني حتي ويومنا هذا.

يمكنك التعرف أكتر على تشو يوان عن طريق مشاهدة هذا الفيديو على قناتنا على يوتيوب

عن الكاتب: Amr

----"مدون مهتم بكل أبعاد التجربة الصينية، حاصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 2008، ثم الماجستير من جامعة لانجو الصينية في عام 2012."
    Blogger Comment
    Facebook Comment