تلعب الأساطير
الصينية دورًا هامًا في معرفة الشخصية الصينية، فمن خلال فهم معتقداتهم نستطيع فهم
طريقة نظرتهم للأشياء ومن ثم يمكننا فهما. هنا سنقوم بسرد أحد الأساطير الصينية
التي يعتقد فيها الصينيون، إنها أسطورة خلق الكون تلك التي تسمى بالصينية
(بان جو يشق السماء).
يحكى أنه
في قديم الزمان كان الكون معتم ومختلط متداخل بعضه
البعض، لايمكن تفريق الأشياء فيه، فلم يكن ممكن تفريق الأرض عن
السماء. وكان هناك شخصًا يدعى بان جو نام هناك حوالي ثمانية عشر
ألف سنه. وفي يوم من الأيام أستيقظ ذلك الشخص، وما إن فتح عينيه حتى
وجد ظلامًا دامسًا، لم تستطع عيناه أن تبصر أي شيء فيه. تلمس بان
جو من حوله فوجد معولاً، فقام على الفور يإستخدام هذا المعول
في تكسير الظلام من حوله. ونتاج لهذا التكسير تصاعد غبار خفيف أصبح
فيما بعد السماء، وسقطط الأشياء الثقيلة فأصبحت الأرض. بعد ذلك خاف بان جو أن
تعود الأرض والسماء ليلتحما مرةً أخرى فوقف بينهما حائلأ يفصل بينهما بجسده،
ويومًا عن يوم كانت السماء ترتفع أكثر فأكثر وكانت قامة بان جو ترتفع معها.
أستمر الحال على ذلك ثمانية عشر ألف سنة أخرى. ومع مرور الوقت ثبتت أماكن السماء
والأرض، ولكن بان جو عانى من الإرهاق الشديد، وفي يوم من الأيام وقع على الأرض
ميتًا.
وتقول الأسطورة
بعد موت بان جو تحول كل شيء في جسده إلى شيء من الأشياء الموجودة على الأرض اليوم،
فهذه عظامه تحولت للجبال، وتلك دمائه تحولت لأنهار، وتحولت عينه اليسرى إلى الشمس
وعينه اليمنى إلى القمر.
تلك الأسطورة
توضح لنا وجه نظر الناس في قديم الأزل تجاه خلق الكون وكيف أنهم فسروا ذلك، ومن
وجه نظر الصينيون ككل يعد بان جو أحد الأبطال الأسطوريين، وأنه هو الذي شق
السماء وبنى لنا هذا العالم.
للتعرف
أكثر على الأسطورة يمكنك مشاهدة فيديو بان جو يشق السماء على اليوتيوب
تنويه: إن
هدف الكاتب من سرد مثل تلك الأساطير هو التعمق في فهم الشخصية الصينية وثقافتها
وطريقة تفكيرها ونظرتها للأشياء وأنه لا يهدف من قريب أو بعيد إضعاف إيمان أحدًا
من القراء حيث أن الكاتب ممن يدينون بالإسلام
وذلك تجنبًا للخلط بين الأمور.
Blogger Comment
Facebook Comment