||

صاحب القلم الذهبى


"أكتب مقالات، وأصدر أعمالاً لأن لدي كلام أريد قوله، أتمنى أن يكون لقلمي تأثيرًا في حياتي ومجتمعي. أترجم الأعمال الكبرى للكتاب الراحلين، لاستعير بكلامهم  للتعبير عما يدور  بخاطري. لذلك أقدم المقالات التى تعجبني فقط". هذه الكلمات للكاتب الصينى الكبير با جين.  إذا كنت قد تعرفت على الأدب الصينى ولو من بعيد، فبالتأكيد ستكون  قد سمعت عن باجين، أما إذا كانت هذه هى المرة الأولى التى تقرأ فيها حول الأدب الصينى، فهذا المقال سيفيدك كثيرًا، لأنه يتناول واحد من أهم الكتاب الصينين فى العصر الحديث.

باجين يتوسط عائلته
ولد باجين عام 1904، واسمه الحقيقي لى ياو تانغ، ولد في مدينة تشينغ دو بمقاطعة سى تشوان غرب الصين. يعد من أبرز الأدباء الذين كان لهم تأثيرًا كبيرًا في العصر الحديث.  كتب باجين العديد من المقالات، حتى وصل عدد الرموز في كل مقالاته إلى 900 ألف رمز أو أكثر.  والجدير بالذكر أنه من أبرز الكتاب الذين كان لهم دور مؤثر وفعال في حركة 4 مايو؛ والتى تفجرت في بكين عام 1919 ضد الإمبراطور الفاسد والنظام الإقطاعي، ولا يمكن أن نسهى عن ذكر أنها حركة ثقافية شبابية قامت لتغيير المجتمع.  قال باجين عن حركة 4 مايو:" دائمًا أقول أنني وليد حركة 4 مايو، فهذه الحركة كصوت الرعد في الربيع؛ إيقظتني من سباتي العميق، وفتحت عيناي لأرى بهما عالم جديد".


باجين في لحظة إبداع
"الحياة كفاح، وهو السبيل الوحيد للتقدم فيها" . لم يكن باجين شخصًا عاديًا، يكتب مقالات وروايات، أو حتى يترجم أعمالًا، بل كان شخصًا حكيمًا صاحب فكر ورؤية، يتطلع لمستقبل أفضل لوطنه، ويأمل في أن يكون له دور مؤثر في تغيير مجتمعه، كما أنه كان  ملم بما يدور حوله من أمور.  فنجد أنه لاحظ  بوضوح تطور العصر، وتغير المجتمع، ويتضح هذا وضوح الشمس في هذه المقولة:" في العقد الثالث أو الرابع من عمرى كان يعتبرنى الشباب صديقا لهم، ولكن بعد مرور عشرين عام، حينما بلغت الخمسين،  وحتى وصلت إلى الثمانين،  لم يعد يفهمني الشباب. فشعرت بالوحدة، لأننى تقدمت في السن، ومر زمن طويل على كتبي، مهما زينتها أو عدلت فيها،  سأفشل فى المد في عمرها؛ لأن زمني قد مضى. لا أشعر بالأسف على الإطلاق ، وذلك  لأنني فهمت نفسي، وأتمنى  أن يفهمني قرائي أيضًا".


وداعًا باجين
"استكشافي للحياة،  جعلتني أتجه إلى طريق الأدب". رويات باجين تعد جزءًا من التاريخ، لأنها عكست واقع المجتمع الذى كان يعيشه حينذاك،  نشرت أول رواية له عام 1927، وكانت بعنوان "الهلاك". ومن أشهر أعماله التي يجب أن  نلقى عليها الضوء وبشدة ثلاثية "عائلة"، "ربيع"،"خريف"، والثلاثية الرومانسية " ضباب"، "مطر" و"برق". تعددت أعمال باجين ولكن لمع نجمه عام 1940. عقد أول مؤتمر أدبي في الصين عام 1949، وأنتخب باجين عضوًا دائمًا للرابطة الأدبية. عمل نائب رئيس تحرير عام 1953، لصحف ومجلات عدة، ومنها مجلة شنغهاي الأدبية، مجلة الفن والأدب الشهرية. رحل باجين عام 2005 تاركًا ورائه تراثًا ثقافيًا وأدبيًا ستظل تفتخر به الصين، فرواياته تعد كمؤرخ لتاريخ الصين في الفترة التى عاشها.




بقلم: مي عاشور

عن الكاتب: Amr

----"مدون مهتم بكل أبعاد التجربة الصينية، حاصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 2008، ثم الماجستير من جامعة لانجو الصينية في عام 2012."
    Blogger Comment
    Facebook Comment